قضايا معاصرة

سماع الأناشيد

ما حكم الأناشيد الإسلامية الهادفة أمثال فرقة الصحوة أو الصفوة (بعد الإذن أتمنى إجابة شافية بأدلتها حتى يطمئن قلبي) وشكرا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فلا حرج في الاستماع إلى الأناشيد إذا كانت كلماتها طيبات، حاثة على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات وقيم الدين، خالية من المعازف، وكان الاستماع إليها بقدر من غير إسراف ولا شغل عما هو أوجب من إقام الصلاة وتعلُّم العلم الواجب على المكلف الإحاطة به، ويدل على ذلك:

أولاً: أن الأصل في الأمور الإباحة، ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بدليل مانع

ثانياً: أنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستمع إلى مثل هذا النوع، بل كان يردده مع الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ فثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما أنه قال: لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته يحمل من تراب الخندق حتى وارى عنه التراب جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات عبد الله بن رواحة وهو ينقل التراب يقول:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ـ ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا ـ وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الألى بغوا علينا ـ وإن أرادوا فتنة أبينا

ثم يمد صوته بآخرهاـ يعني بقوله: أبينا أبينا، وهكذا حين شرعوا في بناء مسجده الشريف، فلا حرج أن يستعين المسلم بشيء من هذا اللهو المباح على ما يريد من الجد، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى