أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواجالعبادات

اتأثر بسماع القرآن ولا أتأثر بتلاوته

هل يجوز لي أن أتصل بالفتاة التي أرغب أن أخطبها بالتليفون لكي اعرف رأيها إذا كانت موافقة على أولاً قبل أن أتقدم إلى خطبتها من أهلها فإني أريد أن أعلم رأيها قبل القدوم إلى بيت أهلها

 سؤالي الثاني: لقد أمرنا الله بتدبر القرآن وفهم معانيه؛ ولى سؤال أنا أتأثر جداً عندما أسمع القرآن وأتدبر آياته عند السماع، وهذا ما لا يحدث عندما أتلوه أنا؛ فأنا أحب السماع أكثر من أن أقرؤه أنا!! فهل إذا ختمت القران سماعاً في رمضان من خلال الشرايط له نفس الثواب إذا تلوته أنا؟ وما حكم الدين فيمن يفضل السماع عن التلاوة؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فيجوز مخاطبة المرأة الأجنبية بالهاتف وغيره من وسائل الاتصال مع الالتزام بالضوابطِ الشرعية والآدابِ الإسلامية: من الكلامِ الطيِّبِ الذي ليس فيه خضوعٌ بالقول ولا دعوةٌ إلى مُنكَر، بل يكون كلاماً في طاعةِ الله يُرْضي الله ورسوله، وبقدر الحاجة

 وأما السؤال الثاني: فإنَّ تلاوةَ القرآن والاستِماعَ إليه عملان صالحان وطاعتان من أعظم الطاعات، وقد قال الله عز وجل {إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} وقال جل جلاله {وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقد روى البخاري عن ابنِ مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم {اقْرَأْ عَلَيَّ. قُلْتُ: أقرأ عليك، وعَلَيْكَ أُنْزِل؟! قال: فَإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي؛ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورةَ النِّساء، حَتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إذا جِئنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلَى هَؤلاءِ شَهِيدا}، قالَ: أمْسِكْ؛ فإذا عَيْنَاهُ تَذْرِفان}؛ ولذلك عَدَّ العلماءُ الاستِماعَ إلى القرآنِ مِن أسبابِ الانتِفاعِ به، فقال ابنُ القيِّم رحمه الله: “جعلَ الله سبحانه كلامَه (ذكرى) لا ينتفع بها إلا من جمع هذه الأمور الثلاثة: أحدها: أن يكون له (قلبٌ) حيٌّ واعٍ؛ فإذا فَقَدَ هذا القلبَ لم ينتفِعْ بالذكرى، الثاني: أن يُصْغِيَ بسمعِه، فيميله كلَّه نحو المخاطِب؛ فإنْ لم يفعلْ لم ينتفِعْ بكلامه، الثالث: أن يُحْضِرَ قلبَه وذهنَه عند المكلِّم له: وهو (الشهيد) أي الحاضرُ غيرُ الغائب؛ فإن غاب قلبُه وسافر في موضعٍ آخر لم ينتفِعْ بالخطاب” [مدارج السالكين لابن القيّم 3/231]. ولا بأس أنْ يكونَ استِماعُك أكثرَ من قراءتِك ما دُمتَ تقرأ كلَّ يومٍ ما تيسَّرَ لك من القرآن دون هجرٍ للتلاوة. ولله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى