نشوز الزوجة في بلاد الغرب
السلام عليكم، أنا شاب أبلغ من العمر ٣٩ عاماً متزوج منذ ٨ سنوات ولي ولدان أعمارهم سنة وأربع سنوات. مشكلتي بدأت منذ ٣ سنوات حيث إن زوجتي انقلبت تماماً في معاملتها لي من دون سبب وجيه، وأنا لم أقصر بقدر استطاعتي في توفير كل وسائل الراحه لها. هي تقول أن أهلي لا يعاملوها بما يليق بها مع أني والله لم أرَ ذلك ..
عند زواجنا انتقلنا للعيش في بلد غربي وكنت أعمل بوظيفتين حيث كنا ببداية حياتنا، وهي تقول إن من الأسباب أنني أهملتها خلال هذه الفترة، ولكني لم أملك خياراً آنذاك وقد تأسفت تكرارًا وتكرارًا وعوضتها بسفر وهدايا … وعاملتها بطيب وعاملت أهلها بكل احترام على عكس ما عاملت أهلي.. أنا الآن مرتاح ماديًا..
انتقلنا قبل خمسة أعوام للعيش في قرية صغيرة حيث اشترينا بزنس.. نحن المسلمون الوحيدون في القرية ولا يوجد مسجد.. اتفقنا أن نبقى ٣ اعوام ولكنها الآن لا تريد أن تغادر ولا يهمها موضوع أن يتعلم أبناؤنا العربيه أو الذهاب إلى المسجد … أنا على يقين انها تفعل ذلك نكاية بي.. وأضف على ذلك أنها لا تتكلم العربية مع الأولاد.. أنا الوحيد الذي يحاول تعليمهم العربية والدين ولكني أعمل ٨ ساعات يوميًا ولا يوجد أي عربي آخر في مكان سكننا! حاولت كل شئ لعلاجها.. الهجر اللين التحدث مع أبويها.. كل شئ.. أنا صابر لأولادي و لكن إلى متى؟؟؟
الشق الآخر من الموضوع أنها تعاقبني بالإمساك عن أي علاقة جنسية.. لم نمارس الجنس في عامين مضت وهي تقول أننا معًا لتربية الأولاد فقط..
أنا شاب ناجح وأستطيع بسهولة أن أجد نساء خاصة في هذا البلد الغربي .. ولكني أخاف الله …فكرت أن أتزوج عليها ولكن هددت بالطلاق وأخذ الأولاد ..القانون هنا معها ١٠٠٪ ولا أستطيع فعل أي شئ…
أريد أن أطلقها وعندها سآخذ الأولاد ٣ أيام في الأسبوع لتعليمهم قدر الإمكان اللغة والدين ..الحياة معها لا تطاق.. ما الحل؟؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فإنني أسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأن يبدلك بعد العسر يسرا، ويصرف عنك شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته، وإني لأعجب من حالك!! فعلى أي شيء تأسى وتأسف؟؟ هل على حياة زوجية ضيعت فيها حدود الله؟ أم على زوجة لا هي من الحريصات على الدين ولا هي ممن يؤدين للزوج حقوقه؟ أم على إقامة ببلد كفر يضيع فيها الأولاد؟ يا أخي: إن الحياة الزوجية التي يرضاها الله هي القائمة على المودة والرحمة، وهي التي يجد فيها الزوجان راحتهما في قضاء الوطر وإعفاف النفس والقيام بما أوجب الله من المعاشرة بالمعروف، وهذا كله مفقود بالوصف الذي تذكره.
أنت لا تستطيع أن تجمع المصالح كلها، بل لا بد لك من الرضا ببعضها وإن كان ذلك بتضييع البعض الآخر، ولذلك عليك أن تحرص على تحصيل أعلى تلك المصالح وأهمها وذلك باتباع الخطوات الآتية:
أولاً: أولادك هم مشروع حياتك والله سائلك عنهم ومحاسبك عليهم، وتنشئتهم على حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسـلم وقراءة القرآن فرض لازم؛ فعجِّل بالانتقال بهم إلى دار الإسلام ولو كان ذلك على حساب تضييع بعض ما ترجو من مصالح في هذه الدنيا، وإلا لو بقيت حيث أنت حيث لا مسجد ولا قرآن ولا جوار مسلم ولا كلام بلغة العرب فماذا ترجو والأولاد في كل يوم يكبرون، أنتنظر حتى تفاجأ – لا قدر الله – بردتهم أو انحرافهم؟؟ فتندم حيث لا ينفع الندم
ثانياً: أنت في تلك الديار معرض للفتن وقد ذكرت أن زوجتك لا تفي لك بحق الفراش، وهذا يدعوك أيضاً للانتقال من تلك الديار والإقامة ببلد مسلم حيث يتسنى لك الزواج بثانية تعفك وتصونك عن ارتكاب الحرام
ثالثاً: زوجتك – إن كان حالها كما ذكرت – لم تحسن معاشرتك ولم تتق الله فيك، وليس محموداً منها أن تعاقبك على صنيع أهلك أو سعيك على رزقك، ومهما يكن من أمر فمطلوب منك مواجهتها بالحسنى وأن تبين لها أن ذلك لا يحتمل ولا يطاق؛ فإن أصرت على ما هي عليه ففارقها بالمعروف، ولا تحسبن ذلك نهاية الدنيا بل كما قال ربنا سبحانه وتعالى {وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته}
أما إذا أردت أن تبقى حيث أنت حرصاً على النجاح الذي تذكره، وفي الوقت نفسه تعيش حياة زوجية في ضنك ومتاعب، وأولادك عرضة للضياع والفساد؛ فتلك حياة لن تسلم فيها من نكد الدنيا ولا حساب الآخرة، والله الموفق والمستعان.