علاقة بريئة مع فتاة
أود أن أطرح عليكم هذه المسألة؛ وذلك من أجل معرفة الحكم الشرعي المتوقف عليها؛ وهو أنني تجمعني علاقة حب صادقة مع فتاة منذ عدة سنوات؛ بعلم وقبول والدها وأهله بشأن هذه العلاقة؛ وذلك رغبة مني في الاقتران بها إذا أراد الله جل جلاله لنا هذا الأمر؛ وطوال هذه السنوات الماضية والتي تمر بنا الآن حرصنا وعاهدنا المولى أن نتجنب كل ما يُغضب رب العالمين؛ وذلك من حيث النظرات المحرمة والمصافحة واللمس وكذلك الخلوة واللقاءات الخارجية؛ بالإضافة إلى تبادل الصور التي تظهر عورات البدن إلى جانب كل كلام مثير يترتب عليه مفسدة ولله الحمد وفقنا في ذلك!! ونحن الآن نسير على هذا النهج الذي نريد له أن يتكلل بالمصلحة والمنفعة لنا في آخر الطريق؛ فكانت هذه العلاقة قائمة على النصح والتوجيه والاهتمام بالآخر بحكم الدراسة الجامعية التي تربطنا وما يتعلق بشؤون كلا العائلتين؛ فهي تدور في هذه الدائرة المباحة لنا بعيداً عن الإيذاء أو التشهير بالشرف والعرض، وبعيداً عن مواطن إثارة الشهوات الفاحشة فهي إذاً مقتصرة على الاتصالات الهاتفية بين الحين والآخر؛ فلا أكون مغالطاً أو مبالغاً حين أصرح بأن هذه العلاقة حفظتني من الانحراف والانزلاق خلف الشهوات؛ فهي شكلت لي بيئة محافظة متزنة أسير فيها على خُطى الإيمان!! فماذا تنظرون في هذه العلاقة وحكم ما أقوم به من الكلام على الهاتف مع الالتزام بالضوابط الشرعية؟ والله ولى التوفيق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فهنيئاً لك أيها الأخ الكريم حرصك على عرض هذه المسلمة، وحفظك لنفسك من المهالك والشهوات، وهنيئاً لك أنك أتيت البيوت من أبوابها، وكانت علاقتك بتلك الفتاة بعلم أهلها ورضاهم، والواجب عليك أن تسعى في إتمام الزواج منها متى ما يسر الله لك ذلك، ولا تجعل من هذه العلاقة المثالية مقياساً تحض به غيرك على أن يحذو حذوك؛ فقلَّ من الناس ـ شباباً وفتيات ـ من يسلم من آثار تلك العاطفة المتوهجة في فترة الشباب الجامح، وقل من الناس من يلتزم حدود الله تعالى في تعامله مع الجنس الآخر، فاحمد الله على العافية، ولا يكن حرصك متجهاً على تعميم هذا النموذج الذي لا يتكرر في دنيا الناس كثيراً، وأسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأعراضنا، والله الهادي إلى سواء السبيل.