صيام يوم الجمعة
هل يجوز الصيام يوم الجمعة؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإذا كان صيامك يوم الجمعة فريضة ـ كما لو كان قضاء أو نذراً أو كفارة ـ فلا إشكال فيه، وكذلك لو صمته تطوعاً مع يوم قبله أو بعده، فلا إشكال، أما إفراده بصيام التطوع فهو مكروه كراهة تنزيه لثبوت النهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روى الشيخان من حديث محمد بن عباد بن جعفر قال: سألت جابراً رضي الله عنه أنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم. وروى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم، أو بعده يوم} ولمسلم {ولا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم} وفي رواية لأحمد {يوم الجمعة يوم عيد؛ فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده} وعن جويرية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها في يوم الجمعة وهي صائمة فقال {أصمت أمس؟} قالت: لا، قال {تصومين غداً؟} قالت لا، قال {فأفطري} رواه أحمد والبخاري وأبو داود
وقد اختلف في سبب كراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام على أقوال ذكرها صاحب الفتح: منها لكونه عيداً كما دل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومنها: لئلا يضعف عن العبادة، ورجحه النووي، ومنها خوف المبالغة في تعظيمه فيفتتن به كما افتتن اليهود بالسبت، ومنها: خوف اعتقاد وجوبه، ومنها: خشية أن يفرض عليهم كما خشي صلى الله عليه وسلم من قيام الليل ذلك، ومنها: مخالفة النصارى لأنه يجب عليهم صومه ونحن مأمورون بمخالفتهم، قال في الفتح: وهو ضعيف.
ولعل القول الأول هو الأولى بالصواب أن النهي عن صيامه لأنه يوم عيد المسلمين الأسبوعي، والله تعالى أعلم.