تحية المسجد ورغيبة الفجر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – شيخنا الفاضل عبد الحي يوسف سؤالي ما يتعلق برغيبة الفجر – هل يجوز أن أصلي رغيبة الفجر في المنزل وأذهب إلى المسجد وأجد متسعاً من الوقت وأصلي تحية المسجد أم أكتفي فقط برغيبة الفجر في المنزل وعند دخولي إلى المسجد أجلس فقط وفي هذه الحالة أحس بأن شيئاً ناقصاً عندي وهو عدم الإتيان بتحية المسجد، أفيدونا في هذا الباب جزاكم الله خيرا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فمذهب مالك رحمه الله على كراهة النافلة بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر أي الرغيبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتا الفجر» وتأويله عندهم أنه لا صلاة بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر، وعن يسار مولى ابن عمر قال: «رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد ما طلع الفجر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الساعة فقال: ليبلغ شاهدكم غائبكم أن لا صلاة بعد الصبح إلا ركعتين» رواه أحمد وأبو داود، قال الشوكاني رحمه الله تعالى: والحديث يدل على كراهة التطوع بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر. قال الترمذي: وهو مما أجمع عليه أهل العلم كرهوا أن يصلي الرجل بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر. قال الحافظ في التلخيص: دعوى الترمذي الإجماع على الكراهة لذلك عجيب؛ فإن الخلاف فيه مشهور حكاه ابن المنذر وغيره. وقال الحسن البصري: لا بأس به وكان مالك يرى أن يفعله من فاتته صلاة بالليل. وقد أطنب في ذلك محمد بن نصر في قيام الليل.ا.هـــ وطرق حديث الباب يقوي بعضها بعضا فتنتهض للاحتجاج بها على الكراهة.ا.هــــ وعليه فإن من صلى الرغيبة في البيت ثم أتى المسجد فعليه أن يجلس دون أن يصلي تحية المسجد، أما من جاء إلى المسجد ولم يصلها فإنه يصلي الرغيبة وينوي معها تحية المسجد؛ لأن هذه من العبادات التي يجوز فيها التشريك في النية، والله تعالى أعلم.