أحكام الصلاة

تحية المسجد بعد الرغيبة

السلام عليكم شيخنا عبد الحي، وجزاكم الله خيرا على إتاحة هذه الخدمة للسائلين. سمعتك في واحد من برامج الفتاوى المباشرة على إحدى القنوات التلفزيونية السودانية تفتي سائلا أنه من صلى ركعتي الرغيبة في البيت ثم ذهب إلى المسجد يجوز له إذا دخل المسجد أن يجلس ولا يصلي تحية المسجد. مزيد من التوضيح؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فهذا الجواب مبني على مذهب مالك رحمه الله في كراهة النافلة بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر أي الرغيبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتا الفجر} وتأويله عندهم أنه لا صلاة بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر، وعن يسار مولى ابن عمر قال : (رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد ما طلع الفجر فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الساعة فقال : ليبلغ شاهدكم غائبكم أن لا صلاة بعد الصبح إلا ركعتين) رواه أحمد وأبو داود، قال الشوكاني رحمه الله تعالى: والحديث  يدل على كراهة التطوع بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر قال الترمذي : وهو مما أجمع عليه أهل العلم كرهوا أن يصلي الرجل بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر. قال الحافظ في التلخيص: دعوى الترمذي الإجماع على الكراهة لذلك عجيب فإن الخلاف فيه مشهور حكاه ابن المنذر وغيره وقال الحسن البصري: لا بأس به وكان مالك يرى أن يفعله من فاتته صلاة بالليل. وقد أطنب في ذلك محمد بن نصر في قيام الليل انته. وطرق حديث الباب يقوي بعضها بعضا فتنتهض للاحتجاج بها على الكراهة.ا.هــــ  وعليه فإن من صلى الرغيبة في البيت ثم أتى المسجد فعليه أن يجلس دون أن يصلي تحية المسجد، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى