العقيدة
تعامل المسلمين مع أصحاب الديانات الباطلة
نرجو بيان الأحكام فقهية حول الأسس التي أمر الإسلام بها المسلمين للتعامل مع أصحاب الأديان الباطلة الأخرى؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد.
فإن هذه المسألة واضحة معالمها في الكتاب والسنة وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وغاية ما هنالك أنه يجوز في معاملة غير المسلمين أمور العمدة فيها قول ربنا جل جلاله ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)) وخلاصتها:
- عيادة مريضهم؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الغلام اليهودي
- قبول هديتهم؛ كما فعلت أسماء بنت الصديق رضي الله عنهما حين قبلت ـ بإذن رسول الله ـ هدية أمها قتيلة بنت عبد العزى
- تشييع الميت الكافر إن لم يكن في أهله من يقوم بهذا الأمر، فإنه لما مات أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ولده رضي الله عنه {اذهب فواره ولا تحدث شيئاً حتى تأتيني}
- رد تحيتهم؛ لعموم قوله تعالى ((وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}
- قبول دعوتهم والأكل من طعامهم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قبل دعوة زينب بنت سلام بن مشكم وأكل من الشاة المصلية التي قدمتها له؛ لكنها كانت مسمومة
- إعانة محتاجهم؛ كما فعل عمر رضي الله عنه حين رأى شيخاً يهودياً يسأل الناس؛ ففرض له من بيت المال وقال {ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم خذلناه عند الكبر}
- الإحسان إلى أسيرهم؛ لقوله تعالى ((ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا))
- مجادلتهم بالحسنى وبيان الحق لهم؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع طوائف الكفار كيهود المدينة ونصارى نجران ومشركي العرب؛ لقوله تعالى ((وجادلهم بالتي هي أحسن))
- حمايتهم ممن أراد ظلمهم أو انتقاص حقوقهم؛ ويدخل في ذلك حماية دمائهم وأبدانهم وأموالهم وأعراضهم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة} رواه أبو داود والبيهقي
وأما الأمور التي وقع فيها تساهل من الناس وهي في حكم الشرع غير جائزة فخلاصتها:
- مداهنتهم في الدين بزعم أن ما هم عليه من الشرك بالله والصد عن سبيله خير ورشاد، وقد قال سبحانه ((ودوا لو تدهن فتدهنون)) خاصة ما يحصل في المؤتمرات المسماة بمؤتمرات حوار الأديان
- السكوت عما يصدر عنهم من اتهامات باطلة لدين الإسلام؛ ومشاركتهم في المجالس التي ينتقص فيها من الدين، وقد قال سبحانه ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا))
- تهنئتهم بأعيادهم الدينية التي هي محض احتفال بالشرك بالله عز وجل والصد عن سبيله؛ وقد قال سبحانه ((والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما))
- دخول كنائسهم في مناسبات الأفراح والجنائز على ما بها من المنكرات العظام، وأعظمها الشرك بالله عز وجل ونسبة الصاحبة والولد إليه، وهذا من شهود الزور والرضا به.
- الترحم على موتاهم، بل بلغ الحال ببعضهم أن يقول عن أحد هلكاهم ممن عاث في الأرض فساداً: أسأل الله أن يسكنه فسيح جنته مع النبيين والصديقين…..الخ وقد قال سبحانه ((ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم))
- وصف بعضهم بالصلاح لمجرد أنه حسن الأخلاق؛ ومعلوم أنه لا صلاح مع الكفر ((والكافرون هم الظالمون))
- التشبه بهم في الأقوال والأفعال {ومن تشبه بقوم فهو منهم}
- محبتهم ومودتهم المحبة القلبية، وقد قال سبحانه ((لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))