تركت الصيام من أجل زوجتي
أنا رجل أحب الصيام ولا سيما الاثنين والخميس، وكنت قبل الزواج أصوم كثيراً أسأل الله القبول، ولكن بعد الزواج قلَّ صيامي وكثرت آثامي والله المستعان، والسبب أن زوجتي تستثقل صيامي مع أنها ملتزمة ومنقبة ولله الحمد!! وأظن أن السبب هو استثقالها إعداد الإفطار لي؛ لأني أحب الفطور السوداني (اللقمة بالتقلية) ولكني لا أشترط عليها ذلك، وأتقبل أي إفطار إن شاء الله زبادي، ولكنها تصر على إعداد الإفطار وأحس استثقالها ذلك؛ فإذا أخبرتها بأني سأصوم غدا أراها تتغير أو تقول لي أخِّره إلى الخميس القادم مثلاً!! مع أني أراعي ظرفها ولا أصوم كثيراً الأيام البيض أو الاثنين والخميس أحياناً! كيف أجعلها تحب الصيام وتحثني عليه وتتفهم ما أرجوه عند الله؟ مع العلم أني لو قلت لها أنت لا تحبين صيامي لأنكرت بشدة مع أني ألاحظ عدم رضاها!! أتنازل عن الفطور؟ لا تقبل!! ومن حججها كذلك أنها لا تأكل لحالها!! وهل صيامي صيام داود؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فأنت على خير ـ أخي ـ ما دمت على الصيام محافظاً ومنه مكثراً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {عليك بالصيام فإنه لا عدل له} وقال {من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه من النار سبعين خريفا} والواجب على زوجك أن تفرح بذلك لما للطاعة من أثر في سعة الرزق وبركة العمر وصلاح الحال، وما ينبغي لها أن يضيق صدرها، وعليها أن تلتمس الأجر والثواب في إعانتك على الطاعة بإعداد فطورك وسحورك والإحسان إليك في التبعل لك.
والذي أنصحك به أخي ألا تدع الصيام من أجلها، وفي الوقت نفسه لا تصر على نوع معين من الطعام، بل اقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما ذمَّ ذواقاً قط، وما كان يتكلف مفقوداً ولا يذم موجوداً، بل إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه، والله الموفق والمستعان.