رؤيا لعلاج كورونا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فقد نشر بعض الناس على مواقع التواصل الاجتماعي أن امرأة رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فأرشدها إلى علاج من فيروس (كرونا) يقوم على فتح المصحف، وإذا وجدت سبيبة شعر؛ فعليها أن تجعلها في ماء وتشرب من ذلك الماء وتسقي أهلها!! وقد طلب بعض الناس فتوى في هذا الأمر فأقول:
أولاً: الرؤى لا يثبت بها حكم شرعي، ولا يلزم الناس العمل بها؛ وذلك لكون الدين قد تم والنعمة قد كملت، وليس الناس بحاجة إلى تلك الرؤى بعد أن قال النبي عليه الصلاة والسلام (تداووا عباد الله فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء) وقد قال سبحانه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
ثانياً: هذه الرؤى يتوقف صدقها على صدق راويها؛ ولا ينبغي التسليم لرواية مجهولة من أشخاص مجاهيل
ثالثاً: مضمون الرؤيا المرويّة أقرب إلى العبث منه إلى العلاج؛ فمن الذي يجزم أن أي شعرة فيها شفاء لمجرد وجودها في المصحف؟ وهل جعلت المصاحف لمثل هذا؟ وهل جرت العادة بأن يلتمس العلاج بمثل تلك الأسباب؟
رابعاً: على الناس أن يتقوا ربهم في رواية مثل هذه الأخبار ونشرها، ثم الركون إليها والاعتماد عليها؛ فإننا في زمان كثر فيه التشكيك في مسلمات الدين، ويخشى أن يكون وراء تلك الأخبار جهات تريد مزيداً من البلبلة وتعليق الناس بالأوهام والأساطير؛ ليعود ذلك كله بالضرر على دين الله عز وجل (وبئس مطية القوم زعموا)
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،