أحكام الصيام

أشعر بالزهو لصيامي الإثنين والخميس

أنا أصوم والحمد لله الاثنين والخميس منذ خمس سنوات أو تزيد، وأعمل في مؤسسة عرفت بأنني أصوم كثيراً، وهم يدعونني بالصوَّام والشيخ، وأحسب أنني بعيد من هذا، سؤالي: هل يؤثر هذا على صومي وينتقص أجري إذا دخل الزهو والافتخار إلى نفسي بأنني أعمل شيئاً لا يعمله آخرون من زملائي في العمل؟ وما هو الحكم الشرعي في مواظبتي على صيام الاثنين والخميس بصفة مستمرة؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فقد كان من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم المواظبة على صيام الاثنين والخميس ولما سئل عن ذلك قال في صيام الاثنين {ذاك يوم وُلدتُ فيه وأُنزلَ عليَّ فيه}رواه مسلم، وقال في صيام الاثنين والخميس معاً {ذانك يومان تُعرضُ فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم} رواه النسائي، والسعيد من اقتدى به في ذلك وابتغى وجه الله واستصحب الإخلاص في عمله كله.

والواجب عليك أيها السائل أن تجتهد في إخفاء صومك عن الناس وأن تجعله سراً بينك وبين ربك جل جلاله، ثم لو اطلع عليه الناس بغير قصد منك ولا سعي فلا حرج عليك، ولو جرت ألسنتهم بالثناء عليك فتلك عاجل بشرى المؤمن، أما زهوك بنفسك وشعورك بخيريتك على زملائك فتلك مصيبة يجب عليك السعي في الخلاص منها؛ فإن الله لا يحب كل مختال فخور، ولتكن لك في الصالحين أسوة حيث كانوا يحتقرون أعمالهم ولا يعدونها شيئاً ويتهمون أنفسهم بالتقصير في كل حين، فإياك والعجب والغرور وسل ربك العافية وحسن الختام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى