تحدث فضيلة الشيخ د. عبدالحي يوسف في خطبة الجمعة عن أمر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بقوله {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} فيأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يميل عن الباطل إلى الحق فدين الله عز وجل قائم على الحنيفية السمحة فليس في الدين تكليف بما لا يطاق، قال الله عز وجل {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} وقول النبي صلى الله عليه وسلم {إن أحب الدين إلى الله أيسره} وقال {إن هذا الدين يسر ولن يشادّ الدين إحد إلا غلبه.
وذكر فضيلة الشيخ د. عبدالحي يوسف أن من الفطرة التي يؤمن بها الأسوياء أن الحياة قائمة على الزوجية، قال تعالى : {وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى} فالكون كله قائم على الزوجية قال سبحانه {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} فليس في الكون وتر إلا الله سبحانه وتعالى. وقد وضع الإسلام لهذه الزوجية نظاما وقوانين وأحكام فجعل الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة وأنها نعمة من نعم الله عز وجل وأنها قائمة على الحقوق والواجبات بين الزوجين والسعيد من لقي الله وقد أدى ما عليه من واجب، وأن الحياة الزوجية قائمة على التغاضي عن الهفوات والعفو عن الزلات وقدوتنا في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ونبّه فضيلة الشيخ د. عبدالحي يوسف إلى المحاولات المتعددة من أعداء الفطرة السليمة لهدم صرح الحياة الزوجية بابتداع أنماط مختلفة من الحياة لا يرضاها عقل ولا شرع ولا فطرة سوية، وأن هذه المحاولات والهجمات تتم على يد بعض أبناء جلدتنا وممن يتسمى بأسمائنا تحت دعاوى مختلفة مثل تحرير المرأة أو تحرر المرأة يريدون منها التسوية بين الذكر والأنثى في الميراث وإلغاء القوامة وإلغاء إنفاق الرجل على المرأة والقيام على أمر بيته وأسرته والدعوات المسمومة لتغيير الجنس بناء على الأهواء والأمزجة