هل هذه الصيغة صحيحة للصلاة على النبي؟
صديقتي أعطتني صيغة صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وزعمت أنها فرجت ما بها من كرب؛ لكن أبت نفسي إلا أن أتأكد هل هي صحيحة أم لا؟ وهي: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة عبد قلت حيلته ورسول الله وسيلته وأنت لها يا إلهي ولكل كرب عظيم وفرج عنا ما نحن فيه وبسر بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فيحمد لك ـ أمة الله حرصك على السؤال عن أحكام دينك والتحري عن الأمر قبل التلبس بالفعل، ثم اعلمي أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الأسباب في تفريج الهموم وتنفيس الكروب، وقد قال أبي بن كعب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: {يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت. قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال إذاً تُكفى همك ويغفر لك ذنبك} رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحافظ في الفتح: إسناده حسن، قال ابن العربي المالكي رحمه الله: فائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه؛ لدلالة ذلك على نصوع العقيدة وخلوص النية وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام للواسطة الكريمة صلى الله عليه وسلم.أ.هـ
وأما أفضل الصيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي الصلاة الإبراهيمية التي علمها صلى الله عليه وسلم أصحابه، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {قلنا: يا رسول الله هذا السلام عليك، فكيف نصلي؟ قال: {قولوا: اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم} قُلْت: واستدل بتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكيفية بعد سؤالهم عنها بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه؛ لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل.
وعليه فالأفضل لك ـ أمة الله ـ أن تلتزمي بالصلاة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بدلاً من الصيغ التي لو سلمت من المؤاخذة الشرعية فهي ـ ولا شك ـ ليست خيراً من الصيغة التي تعلمها الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست كذلك مثلها، والله تعالى أعلم.