الاجتماع عند أهل الميت في ثالث أيام العزاء
إذا مات شخص عندنا في غانا نجتمع في بيت الميت غالباً يكون يوم الجمعة عقب صلاة الجمعة جماعة فنعزي أهل الميت ويذكِّر العلماء عندنا الناس وتجمع التبرعات من قبل الحاضرين ثم يقدَّم هذا المبلغ لأهل الميت تسلية لهم، وخصصنا يوم الجمعة لأجل أن نجد جماعة وحتى يكثر هذا التبرع، وحتى نخالف ما عليه الناس حيث يخصصون يوم الثالث والأسبوع، وحتى نخالف أيضاً الذين يأخذون من أهل الميت. أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن سنة النبي صلى الله عليه وسلم قاضية بأن يصنع الناس لأهل الميت طعاماً لأنهم مشغولون بمصيبتهم وقد نزل بهم الحزن لفراق ميتهم؛ فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال حين أتاه نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه {اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم} رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه قال ابن الهمام في فتح القدير: يستحب لجيران أهل الميت والأقرباء الأباعد تهيئة طعام لهم يشبعهم ليلتهم ويومهم، ويكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت لأنه شرع في السرور لا في الشرور وهي بدعة مستقبحة.أ.هـ ويؤيد ذلك حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه {كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة} رواه ابن ماجه وبوَّب له: باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام.
وما يفعله أهل بلدكم من تخصيص اليوم الثالث أو السابع من الوفاة للاجتماع إلى أهل الميت مخالف للسنة وعلى غير هدي السلف الأبرار، وكذلك ما يعمد إليه البعض من أخذ المال من أهل الميت، والواجب نهيهم عن ذلك وتذكيرهم بما كان عليه أهل القرون المفضلة. وفعلكم من جمع التبرعات وتقديمها لأهل الميت خير من فعل أولئك وأهدى سبيلا، وإن كان الأفضل التقيد بالسنة في صنع الطعام لأهل الميت ومواساتهم خلال الأيام الثلاثة التي تعقب الوفاة، والعلم عند الله تعالى.