داعب زوجته في نهار رمضان
داعب رجل زوجته في نهار رمضان وبعد أن ابتعدت عنه وجد في ثوبه بللاً ماذا عليه؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالواجب على الصائم أن يحتاط لصومه ولا يعرضه لما يجرحه، ولذلك قرر علماؤنا كراهة القبلة والمباشرة لمن كان يملك نفسه ويأمنها ويعلم من حاله السلامة، أي من كان يعرف من حاله أنه لن يخرج منه شيء، ومن كان لا يملك نفسه فإنه تحرم القبلة والمباشرة في حقه؛ لما رواه مالك في الموطأ أنه بلغه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت إذا ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل وهو صائم، تقول: وأيكم أملك لنفسه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال يحيى: قال مالك: قال هشام بن عروة: قال عروة بن الزبير: لم أر القبلة للصائم تدعو إلى خير.
فهذا البلل الذي في ثوبه يبطل به الصوم لأنه لا يخلو من حالين إما أن يكون منياً أو أن يكون مذياً، وكلاهما خارج باللذة المعتادة، فإن كان منياً لزمه القضاء والكفارة، وإن كان مذياً لزمه القضاء فقط عند جمهور العلماء والعلم عند الله تعالى.