النقاب في الحج
فضيلة الشيخ: أنا امرأة شابة، وقد نويت الحج، وقد قرأت في رسالة (الحجاب لماذا؟) لفضيلة الشيخ/ محمد أحمد إسماعيل المقدم ما نصه: وبعض العلماء يبيح كشف الوجه والكفين بشرط أمن الفتنة منها وعليها، أي ما لم تكن جميلة، ولم تزيِّن وجهها ولا كفيها بزينة مكتسبة، وما لم يغلب على المجتمع الذي تعيش فيه فساق لا يتورعون عن النظر المحرم إليها؛ فإذا لم تتوافر هذه الضوابط لم يجز كشفهما باتفاق العلماء. وفي زماننا هذا يندر المتورعون عن النظر الحرام، وقد أسرف الناس في المعاصي إلا من رحم الله، ولأن رحلة الحج طويلة وسألاقي في رحلتي كثيراً من الناس، وقد غلب على ظني أن الناس لن يتورعوا عن النظر إليَّ ـ كما يحصل هنا ـ فهل النقاب أصبح في حقي واجباً؛ لأن لا أريد أن ينقص من أجر حجتي شيء، وأخاف أن أرجع بقوله تعالى {فباؤوا بغضب على غضب} بالوقوع والمساعدة على معصية الله، أفيدونا كتب الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فأسأل الله أن يتقبل حجتك ويغفر خطيئتك؛ حتى ترجعي كيوم ولدتك أمك، وأما النقاب في الإحرام فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين} وعليه فإن كنت تخافين الفتنة فيمكنك حال وجود الرجال الأجانب أن تسدلي خمارك على وجهك ـ كما كانت تفعل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ـ دون أن تربطيه، لئلا يترتب عليك فدية، والعلم عند الله تعالى,