الحج المبرور
فضيلة الشيخ: قال النبي صلى الله عليه وسلم {الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة} فهل معنى هذا الحديث أن الله سيغفر للحاج في المستقبل ذنوبه مهما يفعل؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فهذا الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحج المبرور قيل: هو الذي لا يخالطه إثم مأخوذ من البر وهو الطاعة، وقيل: هو المقبول، ومن علامة قبوله أن يرجع خيراً مما كان، ولا يعاود المعاصي، وقيل: هو الذي لا رياء فيه، وقيل: الذي لا يعقبه معصية، وروى الإمام أحمد في المسند من حديث جابر رضي الله عنه: قيل: يا رسول الله ما برُّ الحج؟ قال {إطعام الطعام وإفشاء السلام} فلكي يكون الحج مبروراً لا بد فيه من إخلاص النية أولاً، ثم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في المناسك ثانياً، وكف الأذى عن المسلمين ثالثاً.
وليس معنى الحديث أن الله قطع على نفسه عهداً بأن يغفر للحاج في مستقبل أيامه سائر ذنوبه مهما فعل، بل لا بد من إحداث توبة من الذنب إذا حصل، وليس للإنسان ـ مهما فعل من صالحات ـ حصانة تخوله ارتكاب الذنوب فيما بقي من عمره، والعلم عند الله تعالى.