المدة التي تجوز فيها الصلاة على الميت بعد الدفن
أفتيتم بجواز صلاة الجنازة على الميت في قبره؛ هل جواز الصلاة مقيد بفترة زمنية محددة من تاريخ الوفاة؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فقد ثبت في عدة أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على بعض الناس بعدما دفنوا، ومن ذلك ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شاباً، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها أو عنه؛ فقالوا: مات. قال {أفلا آذنتموني؟} قال: فكأنهم صغروا أمرها أو أمره؛ فقال {دلوني على قبره} فدلوه؛ فصلى عليها ثم قال {إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم} وروى الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد شهر. وروى عن ابن عباس كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ميت بعد ثلاث. وروى الترمذي والبيهقي عن سعيد بن المسيب أن أم سعد ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم غائب؛ فلما قدم صلى عليها وقد مضى لذلك شهر. قال الحافظ رحمه الله: وإسناده مرسل صحيح.
وقد اختلف الجمهور القائلون بجواز الصلاة على الميت بعد دفنه في أمد ذلك اختلفوا في أمد ذلك؛ فقيَّده بعضهم إلى شهر. وقيل: ما لم يبْلَ الجسد. وقيل: يجوز أبدا. وقيل: إلى اليوم الثالث. وقيل: إلى أن يترب ـ أي يصير تراباً ـ ولعل الأقرب إلى العمل بالنص أن يقيد بشهر لأنها أقصى مدة صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم على ميت مقبور، والعلم عند الله تعالى.