يحج وهو مصر على المعاصي
ما حكم من يذهب إلى الحج وهو مصر على بعض المعاصي ثم حج عليها ويأتي وهو ما زال مصراً عليها؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالمطلوب من الحج أن يستقبل حجته بتوبة نصوح من جميع الذنوب والمعاصي حتى يرد على الله في بيته المحرم وهو نقي طاهر، ويكون ذلك أدعى لقبول حجه ومغفرة ذنبه، أما من حج عاصياً ثم رجع مصراً على معصيته فهذه ـ عياذاً بالله ـ من علامات الخذلان وعدم التوفيق، وقد قال أهل العلم: إن الحج المبرور هو المقبول، ومن علامة قبوله أن يرجع خيراً مما كان، ولا يعاود المعاصي، وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم على من أسلم وأحسن أن الله تعالى يغفر له ما كان من إساءة في الجاهلية، أما من أساء بعد إسلامه فإنه يؤخذ بما كان فيما مضى؛ روى ابن ماجه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله: أنؤاخذ بما كنا نعمل في الجاهلية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما كان في الجاهلية ومن أساء أخذ بالأول والآخر} فكذلك من حج ولم يقلع عما كان من عصيان فإنه يؤاخذ بالأول والآخر، والله تعالى أعلم.