التساهل في مناسك الحج
فضيلة الشيخ: ماذا نقول لمن يتساهل في مناسك الحج فيضيعها بغير علم بدعوى أن الدين يسر؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالدين يسر بغير شك لقوله سبحانه {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقوله سبحانه {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج} وقوله تعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقوله سبحانه {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} {لا نكلف نفساً إلا وسعها} {لا تكلف نفس إلا وسعها} {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} وقوله صلى الله عليه وسلم {إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا ويسروا} رواه النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وليس من معنى التيسير كما يفهم بعض الناس أن يقصر فيما أوجب الله عليه أو يأتي ما حرم الله عليه، أو يتحلل من شرائع الدين بدعوى التيسير، بل المراد أن المسلم إذا خُيِّر بين عقوبتين مثلاً أو كفارتين أو معاملتين كلها جائز فإنه يأخذ بما هو أيسر في حقه وأرفق، ويفسر ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت {ما خُيِّر النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه} قال النووي رحمه الله: فيه استحباب الأخذ بالأيسر والأرفق ما لم يكن حراماً أو مكروها.أ.هـ
وعليه فإن الواجب على الحاج ألا يتساهل في مناسك حجه، بل عليه أن يسأل أهل العلم ليفتوه بما يرضي ربه جل جلاله، وليعلم أن اليسر كله في شرائع الدين وإن بدا له غير ذلك، والله تعالى أعلم.