حلق لحيته في مِنى
ما حكم من يحلق شعره في منى ليتحلل، ثم يتبعها بحلق لحيته ـ لمزيد من النظافة والفرحة ـ كما يظن؟ وما حكم من يحلق له أو يوصيه بالحلق؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فلا يجوز للرجل المسلم حلقُ لحيته وعلى هذا نصَّ العلماء رحمهم الله تعالى؛ ففي حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1/90 قال: تنبيه: يحرم على الرجل حلق لحيته أو شاربه ويؤدَّب فاعل ذلك.أ.هـ وقال الحطاب في مواهب الجليل 1/217: وحلق اللحية لا يجوز وكذا الشارب وهو مثلة وبدعة، ويؤدَّب من حلق لحيته أو شاربه إلا أن يريد الإحرام بالحج ويخشى طول شاربه أ.هـ
وقال الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع 2/141: وحلق اللحية مثلة أ.هـ ومثله قاله الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق 2/39
ونقل ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله في تحفة المحتاج شرح المنهاج 9/377 أن الشافعي رحمه الله تعالى نصَّ في كتاب الأم على تحريم حلق اللحية، قال الزركشي وكذا الحليمي في شعب الإيمان وأستاذه القفال الشاشي في محاسن الشريعة وقال الأذرعي: الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة بها.أ.هـ
وقال المرداوي الحنبلي في الإنصاف1/122: قال ابن الجوزي في المُذهَب: ويحرم حلقها.أ.هـ
وإذا كان هذا في حق كل مسلم فهو ألزم في حق الحاج الذي أكرمه الله بشهود المناسك والوجود في تلك العرصات، وليعلم أن النظافة والأناقة هي فيما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} وكما أنه لا يجوز لمسلم حلق لحيته فلا يجوز له حلق لحية غيره لعموم قوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} والله تعالى أعلم.