قاطعتني أمي بسبب زواجي
تزوجت رجلاً حسن الخلق متمسك بدينه، وأحبني مثلما أحببته، ولكن أمي قاطعتني وتبرأت مني، فما رأي الدين في زواجي هذا بسبب أنه ليس من قبيلتي؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالواجب على البنت بر أمها والإحسان إليها والقيام بحقها، مهما كان ظلمها لها أو تعديها عليها؛ لعموم قوله تعالى {وبالوالدين إحساناً} وقوله صلى الله عليه وسلم {أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك} وستجد عند الله تعالى الجزاء الأوفى والثواب الأكبر.
وعلى الأم أن تتقي الله في بنتها وأن تعلم أنها رحم لا يجوز لها هجرها ولا قطعها، بل الواجب القيام بحقها وإشعارها بالرضا عنها، وعليها أن تعلم أن الزواج مبناه في الإسلام على الرضا، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل الدين والخلق هو الأساس في اختيار الزوج {إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} وقد كان حرياً بالبنت أن ترضي أمها قبل الزواج، ولكن ما دام زواجها من ذلك الرجل قد أصبح واقعاً فعلى الأم أن ترضى بقدر الله تعالى، ولتتذكر قوله جل جلاله )وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون( وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.