الإنضمام للحركات اليسارية
ما حكم الانضمام إلى حركات يسارية أو تكوين حزب باسم النوبيين وفتح مكاتب للحركة الشعبية في أقصى شمال السودان، مع العلم بأن كل هذه القيادات يسارية؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالحركات اليسارية ـ كما تسمّي نفسها ـ كانت إلى عهد قريب داعية إلى الشيوعية والإلحاد؛ مسبِّحة بحمد أولئك الملاحدة الحمر؛ فلما أفل نجم الشيوعية ودالت دولتها، ولفظها أهلها تحول كثير من أولئك للصد عن سبيل الله عن طريق الدعوة إلى العلمانية وفصل الدين عن الحياة، وصاروا يضعون أيديهم في يد كل من يحارب الله ورسوله ويسعى في الأرض فساداً؛ فتحول بعضهم إلى ما يسمَّى بمنظمات المجتمع المدني المروِّجة للاتفاقيات الدولية المصادمة لشريعة الإسلام بدعوى الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، وتحول بعضهم إلى الحركات الشعوبية العنصرية من جنس ما ذكرته في سؤالك، ينفثون من خلالها حقدهم على الإسلام وأهله ويزرعون الفتن في كل مكان، وعليه فلا يجوز الانضمام إلى تلك الحركات ولا الترويج لها ولا إعانتها؛ لعموم قوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وقوله صلى الله عليه وسلم (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة؛ فمات مات ميتة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها؛ فليس مني، ومن قاتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتل؛ فقتلة جاهلية) رواه النسائي، وفي سنن أبي داود من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قاتل تحت راية عمية، يدعو إلى عصبية، أو يغضب لعصبية، فقتلته جاهلية) ونسأل الله الهداية للجميع.