تخصيص أيام معينة وتسميتها أعيادا
ما حكم تخصيص أيام معينة في العام مثل يوم الإيدز، ويوم الأم، ويوم السل، ويوم اليتيم، وغيرها من الأيام حيث تقام برامج تعريفية بأهمية الموضوع؟ أفتونا جزاكم الله خيراً؛ حيث إن بعض الناس يعتبرها بدعة ويقارن بينها وبين الأعياد الإسلامية، ويقولون مثلاً: هذا عيد اليتيم، ويقارنه بالأضحى والفطر.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فبداية نقرر أن الأعياد في الإسلام توقيفية ترتبط بشعائر التعبد، وهي ثلاثة لا رابع لها: العيد الأسبوعي وهو يوم الجمعة حيث ارتبط بعبادة الصلاة التي تسبقها عبادات أخرى من الاغتسال والتطيب ولبس الثياب الحسنة، ثم عيد الفطر المرتبط بعبادة الصيام، ثم عيد الأضحى المرتبط بعبادة الحج والتقرب إلى الله بنحر الأضاحي، وما سواها من المناسبات فلا يجوز تسميتها عيداً، من جنس ما اصطلح عليه الناس من قولهم: عيد المولد، عيد الهجرة، عيد الإسراء، وهكذا، ومن باب أولى المناسبات الكفرية كعيد شم النسيم وعيد الكريسماس وعيد الفصح وعيد رأس السنة.
ومما ينهى عنه كذلك ما سماه الناس عيد الأم حيث إنها تقليد إفرنجي لجأ إليها أولئك بعدما فشا فيهم العقوق، وهجر الأولاد ـ ذكوراً وإناثاً ـ أمهاتهم، فما عادوا يسألون عنهن إلا في ذلك اليوم حيث يحملون إليهن الهدايا والتحف، ولسنا بحاجة نحن المسلمين إلى مثل هذا ونحن نقرأ في كل يوم {وبالوالدين إحسانا} ونقرأ قوله صلى الله عليه وسلم {أمك، أمكن، أمك، ثم أباك} وبعض الباحثين يربط هذا العيد بالبهائيين الكفرة، من حيث تقديسهم لبعض الأرقام.
أما تخصيص يوم للإيدز أو السل أو اليتيم مراداً به تعريف الناس بالقضية وإطلاعهم على إحصاءات معينة مع عقد ندوات وتوزيع كتب ومنشورات تعريفية مع عدم تسمية تلك الأيام عيداً فلا أرى فيه مانعاً شرعياً؛ لأنه لم يقصد بها التعبد لله تعالى ولا فيها مشابهة للمشركين، بل المقصد الأساس هو التعريف ولفت الأنظار للقضية المعينة بالطرق المشروعة، والله تعالى أعلم.