أخذ منها المال ولم يشترِ لها أرضاً
لدينا منزل ورثة، وقد تم بيعه وقسمة الورثة، ولكن لدينا أخت متزوجة؛ فأخذ أخي الكبير نصيبها من الميراث؛ لكي يشتري لها قطعة أرض، وفي ذلك الزمن هذا المبلغ لا يكفي لشراء قطعة في منطقة مأهولة بالسكان، المهم في الأمر أنه لم يوفق في شراء هذه القطعة حتى الآن، وكان هذا قبل ثمانية أعوام (أي في نهاية 1997) والآن أخي خارج السودان، ولم يرجع إليها مالها، ولم يشتر لها الأرض، وهي تقول: إنها عافية منه، وتغضب حين نذكِّرها بهذا الأمر، فالآن إذا أردنا أن نرجع لها هذا المال فكم نرجعه لها علماً بأن قيمة المال الآن وفي ذلك الزمن تختلف؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن الله تعالى يقول {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} فما دامت أختكم ـ وفقها الله ـ قد قدَّرت لأخيها حسن قصده وطيب سعيه، وأعلنت أنها قد عفت عما كان؛ فما ينبغي لكم تذكيرها بهذا الأمر لتكدير خاطرها وتعكير صفوها بإظهارها بحال المغفلة التي لا تحسن تقدير مصلحتها ومعرفة نفعها، بل الواجب عليكم ـ إن كنتم تريدون إصلاحاً ـ أن تبذلوا النصح لأخيكم بأن يجتهد في رد المال إلى أختكم، أو أن يشتري لها قطعة الأرض التي وعدها بها، دون إيغار لصدره أو اتهام له، ولو أردتم القضاء على المشكلة من أساسها فاعمدوا إلى تعويض أختكم بمبلغ مناسب يضمن لها قطعة الأرض الموعودة بها، والله الموفق والمستعان.