البيعة وأنواعها
عن حسان بن نوح قال: سمعت عبد الله بن بسر المازني يقول: ترون يدي هذه بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول {لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجر فليفطر عليه} هل المقصود بقول الصحابي {بايعت} في هذا الحديث أنها بيعة الإسلام؟ وما هي البيعة؟ وما هي أنواعها؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقد تكرر من الصحابة رضوان الله عليهم ذكر البيعة عند حديثهم عن بعض الأحكام؛ وذلك إظهاراً لنعمة الله عليهم حين فازوا بهذا الشرف العظيم، شرف مبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومس يده الشريفة بأيديهم، وتوثيقاً للأحكام التي يخبرون عنها، وبثاً للطمأنينة في نفوس السامعين بأنهم يخبرون عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة لا بواسطة، والمقصود بالبيعة هنا بيعة الإسلام.
والبيعة تطلق في اصطلاح الشرع على المبايعة على الطاعة، قال تعالى مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} كأن المبايع يعاهد أميره على أن يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره، وكان الناس يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم تارة على الهجرة والجهاد، وتارة على إقامة أركان الإسلام، وتارة على الثبات والقرار في معركة الكفار، وتارة على التمسك بالسنة واجتناب البدعة والحرص على الطاعات، والله تعالى أعلم.