الفتاوى

مُحفّظ قرآن يسيء للأطفال

السلام عليكم، نحن في بلجيكا، نحث على تعليم أولادنا في المساجد العربية والقرآن، عند إمام المسجد، لكني أصبت بالصدمة عندما حكى لي ابني أن الإمام يدعوه بالحمار أو رأس البغل…عندما يخطئ، وأنا في بيتي لا تذكر تلك الكلمات، ذهب الأب وتكلم مع الإمام فأحرج وقال: إنه ينعت الآخرين، بعدها قال لي ابني: إنه أخافه لكي لا يحكي لي ما يحدث معه، مع أن ابني تعلم جيداً عند هذا الإمام وصعب هنا، وجود معلمين أكفاء؟ فماذا أفعل هل أتركه عنده أم أوقفه عن التعلم لكي لا يتأثر بإمام يجهل سوء كلامه؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فأنتم مأجورون على سعيكم في تعليم أولادكم كلام الله تعالى ولغة كتابه؛ ليكون ذلك بركة ورحمة عليهم وعليكم في الدنيا والآخرة؛ وقد صح عن رسول الله e من حديث عثمان رضي الله عنه أنه قال {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} وهذا المعلم لم يتق الله تعالى في أبناء المسلمين الذين جعلوهم أمانة بين يديه؛ ليربيهم على هدي القرآن وأدب القرآن، وقد قال سبحانه {ولا تنابزوا بالألقاب} فمن وصف مسلماً ـ صغيراً أو كبيراً ـ بالحمار أو رأس البغل فهو آثم من جهتين: أولاهما مخالفة النهي الصريح الوارد في الآية، وثانيهما الوقوع في الكذب؛ إذ المرء ليس بحمار ولا رأس بغل، وهذا الإمام آثم من جهة ثالثة وهي ضرب المثل السيئ والقدوة السيئة لهؤلاء الصغار.

وما قمت به من توجيه العتب لهذا الإمام ونهيه عن هذا المنكر هو ما ينبغي فعله؛ وعليك أن تحث الآخرين على نصحه، وفي الوقت نفسه لكم أن تبحثوا عن معلم آخر يحسن تعليم الصغار القرآن واللغة العربية، ويتجنب ما يقع فيه هذا المعلم من تلقين الأولاد تلك الألفاظ السيئة، ولا تسع في سحب ولدك من تلك الحلقات؛ لأن مصلحتها راجحة وخيرها عميم، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى