أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

وجدها غير عذراء فطلقها

تزوجت من فتاة من أسرة محترمة، وهى أيضاً طيبة وعلى خلق، دخلت عليها؛ فانقلبت حياتي جحيماً لا يطاق حيث وجدتها ليست بعذراء؛ قلت لها: في لحظتها أن نذهب للطبيب؛ ففاضت عيناها بالدموع وأنكرت، بدأت رحلة المعاناة، بدأت أشك في كل تصرفاتها، وبدأت أفتعل المشاكل حيث أضمرت في نفسي طلاقها، ولكن بعد فترة سترة لها ولأسرتها، وواتتني الفرصة بعد 5 أشهر؛ فطلقتها وعند حصول الطلاق لم تجد سبب الطلاق مقنعاً، وأصرت على معرفة الدافع للطلاق؛ فواجهتها هذه المرة بكل شئ، وأصرت على الإنكار؛ مدعية بأنها قد خلقت هكذا؛ علماً بأنني سألت أخصائي نساء، وكنت أحس من ردودها باستخفاف بعقلي، وادعت أنها تحبني ولا تستطيع العيش دوني، قاربت الآن عدتها على الانتهاء، وما أخشاه هو أن أكون سبباً في ضياع الفرصة لها في بداية صفحة جديدة؛ علماً بأني أصبحت لا أطيقها، ولكن سأطيقها إن كان هذا يرضى الله جل جلاله أفيدوني. وهل  حقاً طلق الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فلا حرج عليك في طلاق تلك المرأة ما دامت نفسك لا تطيقها، والطلاق رحمة ولعل الله يبدلها خيراً منك ويبدلك خيراً منها؛ كما قال سبحانه {وإن يتفرقا يُغْنِ الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً عليما} لكن كان الواجب عليك ـ أخي ـ أن تحسن الظن بتلك الأخت ما دمت قد خطبتها من بيت فضل ودين، وهي كذلك ـ كما تقول ـ طيبة وذات خلق، وقد تكون عذريتها ذهبت لا بفاحشة بل بحِكَّة أو سقوط أو غير ذلك من الأسباب، وبعض الظن إثم {ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً} وعلى كل حال لا أفضِّل أن تُرجعها ما دمت لها كارهاً؛ لئلا تعيش معها في شك دائم يفسد عليكما لذة الحياة الزوجية.

وأما سؤالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أنه طلق أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، ثم نزل عليه جبريل عليه السلام يأمره بمراجعتها رحمة بعمر رضي الله عنه ولأنها صوامة قوامة، فراجعها عليه الصلاة والسلام وبقيت عنده  حتى توفي عنها، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى