صاحب العمل لا يتقِ الله
فإنني أعمل بمكتب للاستقدام بإحدى دول الخليج؛ بموجب عقد عمل، وأعاني من مشاكل في عملي، وأولها عدم المصداقية في مدة الاستقدام من فتنة لي ديني في عرض الخادمات للبيع أمامي، إلي غير ذلك يطلب مني صاحب العمل هداه الله أن أكذب علي العملاء، حتى في بعض الأحيان يطلب مني عدم أداء الصلاة في المسجد وأدائها في مكان العمل؛ بحجة أن العمل عبادة، وأنا ملتزم والحمد لله وصابر علي هذه المعاناة لأن الفرج بيد الله؛ فهل يجوز لي فسخ هذا العقد والرجوع إلي بلدي لأن الأرزاق بيد الله؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فسل الله أن يغنيك من فضله، ثم اعلم بأن العمل مع مثل هذا الإنسان يجر عليك مفاسد عظيمة في دينك ودنياك من التعاون على الإثم والعدوان والصد عن سبيل الله جل جلاله، حيث يطلب منك الكذب، ويباشر المنكر أمامك، ويمنعك من إيقاع الصلاة مع جماعة المسجد، ثم إنه ليس مصيباً في قوله: إن العمل عبادة، بل ظاهر أمره أنه يريد الصد عن صلاة الجماعة عياذاً بالله، وقد قال الله تعالى في مدح عباده الصالحين {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة} وعليه فإني أنصحك أن تبحث لك عن عمل آخر مع شخص يرجو لله وقاراً، وهم بحمد الله في كل بلد كثيرون، واعلم ـ أخي ـ بأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتق الله في نفسك، واحرص على طيب كسبك، وأسأل الله لي ولك التقى والهدى والعفاف والغنى، والله تعالى أعلم.