حكم التشاؤم بهذا اليوم
سأتقدم بإذن الله لامتحان يوم 13/3، ونصحني البعض بأن هذا اليوم مشئوم!! وأفضل أن أؤجل الامتحان، وأنا أعلم أن ذلك ليس من العقيدة الإسلامية في شي؛ لأن التشاؤم منهيٌ عنه في القران؛ فكيف أرد عليهم؟ وماذا أفعل قبل الامتحان حتى أتمكن من النجاح لأثبت لهم العكس؟ علماً بأن الرسوب هو الاحتمال الأكبر لان الامتحان صعب وتجاوزه من أول مرة شبه مستحيل.وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فعليك أن تبين لأولئك الناس أن التشاؤم هو صفة الكفار في القرآن؛ فقد حكى ربنا جل جلاله عن قوم فرعون أنهم كانوا إذا أصابتهم الحسنة فرحوا بها، وإن أصابتهم سيئة يطيَّروا بموسى ومن معه!! وكذلك أصحاب القرية حين جاءهم المرسلون قالوا لهم {إنا تطيَّرنا بكم} وقوم صالح قالوا له {اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تجهلون} أما المسلم الموفَّق فإنه يعلم أن كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، ويعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن الأمة لو اجتمعت على نفعه لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، والمسلم إذا عرض له ما يتطيَّر به فإنه يمضي لما أراد ولا يستجيب لوسوسة الشيطان، بل يقول {اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا يأتي بالخير غيرك}
والتشاؤم ببعض الأرقام أو الألوان سمة الكفار المعاصرين ومن تشبه بهم من جهلة المسلمين، والمطلوب منك ـ يا عبد الله ـ أن تتوكل على الله، وتحسن الاستعداد للامتحان، وتكثر من الاستغفار، وتلجأ إلى الله تعالى بالدعاء، وهو سبحانه لا يخيِّب من رجاه، والعلم عند الله تعالى.