صلوا على جنازة كافر ودفنوه
قام والدي برعاية كتابي مريض نزل بقريتنا ضيفاً وقام بأداء الواجب تجاهه إلى أن فاضت روحه إلى بارئها وتم دفنه والصلاة عليه جهلاً فما حكم الشرع في ذلك؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فوالدك مأجور على إحسانه إلى ذلك الكتابي الكافر؛ لأن في كل كبد رطبة أجراً، وكان حرياً به أن يعرض عليه الإسلام ويحضه عليه؛ لعل الله ينقذه به من النار؛ لكنه أخطأ خطأ عظيماً حين صلى عليه؛ لأن الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على الكفار والمنافقين فقال {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} وقال {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} وأما دفنه إياه فلا حرج فيه ما لم يكن موجوداً واحدٌ من أهل ملته يقوم بذلك؛ لأن دفنه لا بد منه ستراً لأذاه عن الناس؛ فإذا لم يكن ثمة كافر يقوم به فإن المسلم يليه؛ كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم بكفار بدر الذين قتلوا حيث أمر بهم فجرُّوا بأرجلهم وألقوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، والله تعالى أعلم.