الفتاوى

ينادونني بالشيخ ويقدمونني للصلاة

1ـ أتأخر عن التبكير للصلاة بالمسجد حتى تقام الصلاة؛ لأنني أقدم لإمامة الصلاة؛ لعدم وجود إمام راتب؛ حيث أنني كثير السهو في الصلاة, وخوفاً من عدم إتمام صلاة الجماعة على وجهها الصحيح, وظني أن هنالك من هو أفضل مني، وكذلك بسبب كثرة ذنوبي, وخشيتي منها لا أود أن أقوم بإمامة الناس بالمسجد. هل أنا آثم على هذا التأخير؟

2ـ كثيراً يناديني الناس بشيخ فلان لحسن ظنهم بي, وحيث أن هذا الاسم له مكانته ولمعرفتي بنفسي أنني لا أستحقه, كما أنه ليس لديَّ العلم الشرعي الذي يؤهلني لهذه المكانة الرفيعة, أطلب من الناس عدم مناداتي بهذا الاسم؛ ولكن بعضهم لا يسمع لطلبي فماذا أفعل؟ لا أود للناس أن يُفتنوا بكل من هو يمارس واجباته كمسلم عادي, خاصة و أننا نعيش في بلاد الغربة، هل من نصيحة لحل مشكلتي هذه؟ جزاكم الله خيراً

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

أولاً: شكر الله لك تواضعك وخوفك من ذنوبك وعدم غرورك، وهكذا المؤمن يرى ذنوبه كجبل يوشك أن يقع عليه، بخلاف المنافق الذي غرَّه بالله الغرور، فيرى ذنوبه كذبابة وقعت على أنفه؛ فأطارها بيده، والذي أنصحك به ـ ونفسي ـ أن تبادر إلى الله بتوبة نصوح قبل أن يدركك الموت وأنت على ذلك

ثانياً: ما ينبغي لك التأخر عن الصلاة، بل بكِّر إلى المسجد؛ طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال {لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التبكير إلى المسجد لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً}

ثالثاً: استعن بالله ولا تعجز، وما دام المسلمون قد ارتضوك إماماً لهم فلا تخيِّب ظنهم ولو كان في القوم من هو أفضل منك؛ فإن إمامة المفضول مع وجود الفاضل جائزة، ويكفيك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى خلف أبي بكر وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، فلا تكن سبباً في اختلاف الناس، بل كن عاملاً على جمع قلوبهم

رابعاً: أنت مأجور على تعظيمك للقب الشيخ، ولا يكن في صدرك حرج من مناداتك به؛ فإن الأمر نسبي، ولرب إنسان يكون شيخاً في مكان لكنه ليس كذلك في مكان آخر؛ لكثرة من هنالك من العلماء والفضلاء، لكن إياك والقول على الله بغير علم، بل إذا سئلت عن مسألة وأنت لا تعلمها، أو غير متأكد من جوابها، فعليك أن تحيل السائل على من يفتيه، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى