حكم علم الحرف والوفاق
ما موقف الإسلام من بعض العلوم القديمة كعلم الأوفاق و الحرف؟ ;هل هي سحر و شرك بالله أم هو علم شريف وله رجاله و خصوصياته؟
إذا كان الجواب بالتحريم, فما قولكم في فتوى الإمام ابن حجر الهيثمي رحمه الله ومؤلفات بعض كبار العلماء والمتصوفة, كالشاذلى وابن عربي و الشوكاني؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
أولاً: لا يعلم الغيب إلا الله، قال الله تعالى {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون} وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم ـ وهو أشرف الخلق ـ أن يقول {لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب) وأن يقول {لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء} وكذلك الجن لا يعلمون الغيب كما قال سبحانه في قصة نبيه سليمان عليه السلام {فلما خرَّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}
ثانياً: على المسلم أن يسعى لدنياه بالأسباب المباحة من الضرب في الأرض كما قال سبحانه {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} وأن يمارس من العمل ما يحصِّل به رزقاً حلالاً من احتطاب أو احتشاش أو رعي أو زرع أو اتجار أو صناعة أو غير ذلك من أنواع العقود والتصرفات، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم {أي الكسب أطيب؟ فقال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور} رواه ابن حبان والحاكم
ثالثاً: علم الحرف كما سميته في سؤالك هو من ضروب الدجل وادعاء معرفة الغيب وقد نص أهل العلم على تحريمه وأنه باب للضلال كبير، وممن نص على ذلك الإمام الذهبي رحمه الله، ولذا أنصحك أيها السائل أن تأخذ بالأسباب المشروعة وتدع ما سوى ذلك.
رابعاً: ما نسب إلى بعض العلماء من القول به الله أعلم بصحة النسبة إليهم؛ وإذا صحت النسبة فإنه يكون خطأ ممن نسب إليه، وكلٌ رادٌ ومردودٌ عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.