قضايا معاصرة

حبوب منع حمل لغير المتزوجات

أنا أعمل دكتورة صيدلانية، وتأتي إليَّ بعض النساء غير المتزوجات من أجل طلب حبوب موانع الحمل، وصراحة أرفض صرفها لهن لفكرة أني أساعدهم علي الزنا؛ إلا أن صديقتي طبيبة رأت أن صرف الحبوب يمنع كارثة الأطفال اللقطاء؛ بغض النظر عن أي حاجة أخرى، ورأينا أن نرفع أنا وصديقتي لحضرتكم سؤالنا للحسم فيه دينياً؛ هل أصرف لهن مثل تلك الحبوب؟ وجزاكم الله خيرا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فجزاكما الله خيراً على تحريكما الحكم الشرعي وحرصكما على معرفته، والجواب على هذا السؤال أنه لا يجوز للطبيبة المسلمة أن تصرف هذه الحبوب لمن غلب على ظنها أنها ليست بذات زوج؛ وذلك لأن صرف هذه الحبوب لكل من هب ودب إنما يشجع من لا تتقي الله على أن ترتكب الفواحش وهي آمنة من العاقبة، وقد قال الله جل جلاله {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ولا يخفى عليكما أن منظمات الصحة الإنجابية وغيرها حريصة على إباحة توزيع هذه الحبوب وكذلك العوازل الذكرية؛ حتى يتعلم الرجال والنساء كيفية ممارسة الجنس الآمن كما يسمونه، وهم بلا شك داخلون فيمن قال الله فيهم {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}

وأما قول صاحبتك بأن صرف الحبوب يمنع كارثة اللقطاء فليس بصواب؛ لأن كارثة اللقطاء ليست إلا عرضاً من أعراض كثيرة لمرض الزنا، وإلا فعليها أن تفكر في أن الزنا سبب لانتشار الأمراض وتهتك المجتمعات وانتشار الفساد وذهاب الحياء، وقبل هذا كله وبعده حلول الغضب من رب الأرض والسماء؛ فما ينبغي أن ينحصر التفكير في جانب مع إهمال الجوانب الأخرى، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى