طفت بعد العصر فهل أصلي ركعتي الطواف؟
طفت بعد صلاة العصر فهل أصلي ركعتي الطواف؟ وأصلي بالحرم جميع الأوقات فهل أصلي تحية المسجد حتى لو كان الوقت وقت نهي؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى مقام إبراهيم قرأ {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} فصلى ركعتين فقرأ فاتحة الكتاب، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، ثم عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج إلى الصفا} وأما صلاة التطوع بعد العصر فقد ثبتت أحاديث في النهي عنها منها حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس} متفق عليه، وفي لفظ {لا صلاة بعد صلاتين: بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب} رواه البخاري، وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم {نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس } وفي لفظ عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس} رواه البخاري، وحديث ابن مسعود عند الطحاوي بلفظ {كنا ننهى عن الصلاة عند طلوع الشمس، وعند غروبها ونصف النهار} وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عند الطبراني في الأوسط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس} وحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه عند الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم {نهى عن الصلاة بعد العصر} وعن علي رضي الله عنه عند أبي داود قال {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في أثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر} وعليه فإن الأفضل – خروجاً من خلاف أهل العلم – ألا تصلي ركعتي الطواف ولا تحية المسجد حال دخولك في تلك الأوقات، وهو الموافق لمذهب مالك رحمه الله، والله تعالى أعلم.