أخذ الزكاة بالقوة
هل يجوز أخذ المال بالقوة من الأغنياء الفجار الذين لا يدفعون حق الله من الزكاة وكل ما يشبه ذلك، وعندهم الأموال الكثيرة، وربما تصل إلى الملايين التي جاءت من وراء سرقة أموال الشعب الفلسطيني؛ حيث إنا نريد هذه الأموال في العمل الجهادي؟ مع العلم بأن هؤلاء الأغنياء الفجار هم سبب الفساد في فلسطين من انتشار الرذيلة والمخدرات والماريجوانا وغيرها من المحرمات؛ كما أنهم يقومون بمنع المجاهدين من الجهاد؛ وجزاكم الله خيراً عما توضحون.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالجهاد ـ أخي ـ عمل شريف؛ لا بد أن تكون وسائله شريفة، ولو تأملت في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد أنه عليه الصلاة والسلام كان يمارس جهاداً شريفاً، بعيداً عن الغدر والخيانة والغلول وغير ذلك من مساوئ الأخلاق، ولا تبيح لك نية الجهاد أن تسرق أو تستولي على أموال الناس، ولو كانوا كفاراً؛ ما داموا غير محاربين.
وأما أخذ المال بالقوة من الغني الذي لا يؤدي زكاته؛ فليس ذلك لآحاد الناس بل هو ـ على قول بعض أهل العلم ـ من سلطة ولي الأمر؛ عملاً بحديث {من أعطاها مؤتجراً فله أجرها، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر إبله؛ عزمة من عزمات ربنا تبارك وتعالى لا يحل لآل محمد منها شيء} رواه أحمد وأبو داود والنسائي؛ وما يقوم به هؤلاء المفسدون من سرقات أو سعي بالفساد في الأرض فالواجب على من ولاه الله الأمر أن يحاسبهم، وإن لم يفعل فسيأتي الله ـ إن شاء ـ بمن يصدق عليه وصف القرآن {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} وأسأل الله أن يصلح من في صلاحه صلاح المفسدين.