زوجتي لا تصوم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالصلاة والصيام أمرهما عظيم، ويحتاجان إلى تربية وتعويد عليهما منذ الصغر، وكذلك معرفة بثوابهما وفضلهما، وعقوبة تركهما والتهاون بهما، وإلا شقت على المرء وصعب عليه أمرهما؛ كما قال ربنا تبارك وتعالى {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} وإن كثيراً من الآباء والأمهات لا يتقون الله عز وجل حين يهتمون بدراسة أولادهم والعناية بهم في أمور شتى، إلا الصلاة والصيام فإنهم لا يعيرونهما اهتماماً؛ فينشأ الفتى أو الفتاة على التهاون بهما، أو أدائهما إذا وجدوا لهما وقتاً وفراغا؛ فيكون الأبوان سبباً في تعاسة الأولاد وضياع آخرتهم؛ غافلين عن قوله تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} وقوله صلى الله عليه وسلم {ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته} وقوله {علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر} وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصوِّمون صغارهم؛ فإذا بكوا جعلوا لهم اللعبة من العهن – أي الصوف – حتى يكون عند الإفطار؛ فيكبر الصغير وقد اعتاد الصيام ولم يشق عليه.
والواجب عليك تدارك ما فات مع زوجك، وذلك بالاستمرار في وعظها ومصاحبتها إلى مجالس الخير والعلم والإيمان، وإسماعها الأشرطة المؤثرة، وتشجيعها على مشاهدة البرامج النافعة في القنوات المباركة لعل الله يأخذ بناصيتها إلى الهدى، هذا مع الدعاء لها بالتوفيق والتسديد، وإن لم يصلح ذلك كله لا سمح الله فلا خير لك في استبقائها، بل ابحث عن زوجة تصلح أن تكون أماً لأولادك وراعية لبيتك، والله الموفق والمستعان.