العقيدة

بيت النمل والشياطين

السؤال: هل بيت النمل شيطان؟ كثير من الناس يعتقدون أن النمل شيطان!

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فلا صحة لهذا الاعتقاد، بل النمل من الدواب التي تسبح الله عز وجل وتذكره كما قال سبحانه {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} وفي القرآن الكريم سورة كاملة باسم النمل أورد فيها ربنا جل جلالـه قصة تلك النملة التي قالت لصويحباتها {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وههم لا يشعرون. فتبسم ضاحكاً من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين}

وقد روى الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عيينة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نهى عن قتل النمل والنحلة والهدهد والصرد” وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فقرصته نملة فأمر بجهازه فأخرج وأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أمن أجل أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح فهلا نملة واحدة” وذكر هشام بن حسان: “أن أهل الأحنف بن قيس لقوا من النمل شدة فأمر الأحنف بكرسي فوضع عند تنورين فجلس عليه ثم تشهد ثم قال لتنتهن أو ليحرقن عليكن ونفعل ونفعل قال فذهبن” وروى عوف بن أبي جميلة عن قسامة بن زهير قال قال أبو موسى الأشعري: “إن لكل شيء سادة حتى للنمل سادة” قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن عجيب هدايتها أنها تعرف ربها بأنه فوق سماواته على عرشه كما رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد من حديث أبي هريرة يرفعه قال: “خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون فإذا هم بنملة رافعة قوائمها إلى السماء تدعو مستلقية على ظهرها فقال: “ارجعوا فقد كفيتم أو سقيتم بغيركم” ولهذا الأثر عدة طرق ورواه الطحاوي في التهذيب وغيره وقال الإمام أحمد حدثنا قال: “خرج سليمان بن داؤود يستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك ورزقك فإما أن تسقينا وترزقنا وإما أن تهلكنا!! فقال: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم” والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى