أحلام وكوابيس تتحقق
أولا: الشكر أجزله لكم لما ظللتم تقدموه من نصح وإرشاد للمسلمين ونفع الله بكم، كلي أمل أن تعاجلوني بالإجابة في حل هذه المحنة، وهي:
أنني أرى أحلاماً وكوابيس تتحقق كما هي على أرض الواقع فأراها بأم عيني، ما حلمت بشيء إلا وقد حصل كما رأيته في المنام أسال الله العافية، حتى أني حلمت أنني سوف أتوفى في فترة معينة من عمري لم تأت بعد، علماً بأنني أعاني من مسٍّ منذ زمن بعيد ذو تأثير علي، وأحس أن مشكلتي هذه مرتبطة بهذا المس، والله إني مداوم على أذكار الصباح والمساء الواردة في السنة وعلى مذهب أهل السنة والجماعة، وأقرأ القرآن، وأحياناً أختم المصحف الشريف مرتين في الشهر، وأستمع للتلاوة أيضا، وألتزم السنة في كثير من تفاصيل حياتي اليومية، ماذا أفعل يرحمكم الله، فقد بت أخشى النوم، أنتظر إجابتكم بفارغ الصبر، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فيا أخي استعن بالله ولا تعجز، وواظب على ما أنت فيه من عمل صالح من الأذكار وقراءة القرآن، وأكثر من الدعاء بأن يقدر الله لك الخير حيث كان، واعلم بأن الجن لا يعلمون الغيب؛ كما قال ربنا سبحانه ((قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)) وقال سبحانه ((فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)) وهذا الذي يأتيك في منامك إنما هي رؤى صادقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام {مضت النبوة ولم يبق إلا المبشرات} قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال {الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له} قال المهلب: التعبير بالمبشرات خرج للأغلب فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها اللّه المؤمن رفقاً به ليستعد لما يقع قبل وقوعه.ا.هـــــــ