البلاء عقوبة أم رفعة درجات؟
السلام عليكم شيخنا، عندي سؤال يؤرقني:
دائما ما أربط ضيق صدري المفاجئ أو أي شيءٍ سلبي يحصل لي في الحياة على أنه من نتاج ذنب ارتكبته!! وأن الله عاقبني نظير ذلك!! فهل كل ألم أو ضيق أو كرب يكون كفارة وعقوبة! وكيف أميز بين الابتلاء والعقوبة؟؟ مع ضيق الصدر ألاحظ أني لو لازمت الاستغفار يخف ألمي تدريجيًا فهل هذه علامة! سبحان الله من كلمة واحدة ينقبض صدري طول اليوم!! بارك الله فيكم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فإنني أسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، ويا أخي عليك أن تعلم أن هذين الأمرين مقترنان في أغلب الأحوال؛ فإن العبد إذا كانت له ذنوب ومعاصي جاءت هذه المصائب مكفرة لذنوبه ومعاصيه، وفي الوقت نفسه إذا صبر على تلك المصائب واحتسبها فإنها تكون سبباً في رفع درجاته، ألا ترى ما كان من نبي الله يونس عليه السلام حين ابتلعه الحوت جزاء على خروجه من بين قومه؛ {إذ ذهب مغاضباً فظن ألن نقدر عليه} ثم بعد ذلك لهج لسانه بذكر الله وأكثر من الاستغفار وهو في ذلك البلاء فكان ذلك سبباً لرفع درجاته؟ ومن قبله نبي الله آدم عليه السلام ابتلاه الله بكشف السوأة والإخراج من الجنة جزاء على معصية أتاها فلما تاب وأناب كان ذلك رفعاً لدرجته؛ قال سبحانه {وعصى آدم ربه فغوى. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} وقد يكون ظهور العقوبة أظهر وذلك فيما لو كان المبتلى كافراً أو فاجراً، وبالمقابل قد يكون رفع الدرجات أظهر فيما لو كان المبتلى مؤمناً مستقيماً على أمر الله عاملاً بطاعته سبحانه، ويفهم ذلك من خلال قرائن الأحوال التي تصاحب تلك المصيبة.