حكم الإحتفال بأعياد الميلاد وعيد الأم
ما حكم الاحتفال بأعياد الميلاد؟ والمولد النبوي؟ وعيد الأم؟ وغيرها من الأعياد؟ وهل يعتبر من التشبه باليهود والنصارى؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
الاحتفال بأعياد الميلاد إن كان المقصود ما يسمى بالكريسماس ففي الاحتفال به وبأمثاله من الأعياد الشركية خلل عقدي؛ لأننا منهيون معشر المسلمين عن شهود الزور ومشاركة الكفار في أعيادهم التي ترتبط بما هم عليه من دين باطل، وقد قرر علماؤنا رحمهم الله أن من هنأ كافراً بقوله: مبارك عليك عيدك، فكأنه قال: مبارك عليك كفرك، وقد عُلم أن المسلم لا يجوز له تهنئة مسلم على معصية من شرب خمر أو ممارسة فاحشة، فكيف به لو هنأ كافراً على كفره، لا شك أن الذنب أعظم.
وإن كان المقصود بأعياد الميلاد ما جرت به عادة بعض الناس من الاحتفال كل عام باليوم الذي ولد فيه وما يصحب ذلك من جمع الأصحاب وصناعة مأكولات بعينها وترديد أغنية أو نشيد خاص فهي بدعة مقيتة حمل عليها حب التقليد ومحاكاة غير المسلمين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {من تشبه بقوم فهو منهم}، وأما عيد الأم فقد اخترعه الغربيون من أجل أن يستروا سوآتهم في عقوقهم لأمهاتهم وعدم قيامهم بحقوقهن، أما نحن المسلمين فلا حاجة بنا إلى مثل ذلك لأننا نتعبد الله سبحانه وتعالى ببر الأمهات والآباء والإحسان إليهم ديانة واستجابة لأمر ربنا حين قال )وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا(
وأما الاحتفال بالمولد النبوي فإن كان المقصود به ما جرت عليه عادة الناس في هذه البلاد وغيرها من الاجتماع على الرقص والطرب والسهر وكثرة الأكل وما يصحب ذلك من اختلاط الرجال بالنساء وارتكاب ما حرم الله تعالى فلا شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم برئ من ذلك وممن فعله، وقد شابهوا في فعالهم تلك النصارى الضالين حين يرتكبون ما حرم الله عز وجل بزعم الاحتفال بميلاد المسيح عليه السلام، وإن كان المقصود بالاحتفال التذكير بمكارم أخلاقه وعظيم شمائله وحسن سيرته صلوات الله وسلامه عليه فلا يمنع من هذا مسلم سواء وافق ذلك ذكرى مولده أو كان في يوم آخر، لكننا لا نسميه عيداً إذ لا عيد في الإسلام سوى يومي الفطر والأضحى ويوم الجمعة، والله تعالى أعلم.