الجهر بالإستعاذة والبسملة
بعض الأئمة في المساجد وعند بداية الركعة يقرؤون سورة الفاتحة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم)، والبعض الآخر لا يقرأها؛ بل يبدأ مباشرة (الحمد لله رب العالمين..). فأيهما أصح؟ مع علمنا أن البسملة هي الآية الأولى من سورة الفاتحة؛ وليست افتتاحية كبقية السور الكريمة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فلا خلاف بين أهل الإسلام أن الاستعاذة ليست آية من القرآن، أما كون البسملة آية من الفاتحة فهي محل خلاف بين أهل العلم، ولعل الذي يظهر ـ والله أعلم ـ أنها ليست آية من الفاتحة ولا من صدر كل سورة؛ لأنها محل خلاف والقرآن لا يختلف عليه كما قال القاضي ابن العربي رحمه الله، ولا خلاف بين المسلمين في أن البسملة آية من سورة النمل في قوله تعالى ((إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ^ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ))
وليس من السنة الجهر بالاستعاذة قطعاً، ولا من السنة الجهر بالبسملة دائماً، لكن لو جهر بالبسملة أحياناً لبيان الجواز أو لتأليف القلوب فلا حرج إن شاء الله، وفي السنة الصحيحة عن أنس رضي الله عنه قال {صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين} وعن عائشة رضي الله عنها قالت {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين}