تخصص في جامعة مختلطة
السلام عليكم ورحمة الله. جزاك الله خيراً شيخ عبد الحي على ما تقدمونه من نفع للإسلام والمسلمين.
أنا طبيبة وكنت أنوي التخصص في مجال النساء والتوليد إلا أني بعد زواجي وولادتي رأيت أنه يتطلب البقاء 24 ساعة في المستشفى مرة أو أكثر في الأسبوع بما لا يتناسب معي كزوجة وأم، واخترت بدلاً منه تخصص أمراض الدم وعلم الأمراض، يشجعني زوجي كثيراً على قراري هذا ولكني لم أجد هذا التخصص إلا في الجامعة التي تخرجت منها وهي جامعة مختلطة حيث ندرس السنة الأولى فيها قبل أن يتم توزيعنا على المستشفيات، فوجد زوجي في نفسه حرجاً من ذلك رغم أنه لا يمانع تخصصي ولا المجال الذي اخترته، مشكلته في الدراسة الجامعية المختلطة فأرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فلا شك أن الدراسة الجامعية في بلادنا تكتنفها في الغالب جملة من المحاذير الشرعية من حيث اختلاط الذكور بالإناث، وعدم مراعاة طبيعة كل من الجنسين في تحديد التخصص المناسب، أضف إلى ذلك أن كثيرين لا يرون في الأمر حرجاً أصلاً، ومن ثَمَّ فإنهم لا يفكرون في تغييره أصلاً فضلاً عن سعيهم في ذلك رغم كثرة الجامعات التي أنشئت في الآونة الأخيرة.
ومهما يكن من أمر فليس العلاج بأن يمتنع الطيبون والطيبات عن الدراسة أو يقلعوا عن التدرج في كمالاتها والتماس أعلى الشهادات في جميع التخصصات النافعة، بل عليهم أن ينخرطوا في تلك الجامعات لنيْل كل علم نافع مع مجاهدة أنفسهم في غض البصر وكف الأذى؛ لأنهم لو امتنعوا عن الدراسة بسبب المفاسد الموجودة لترتب على ذلك أن تخلو الجامعات ممن يرجون لله وقارا، وتصير خالصة لأهل الفساد والريبة.
فالذي أراه لك وينبغي أن يقتنع به زوجك أن ميزان المفاسد والمصالح قاضٍ بدخولك تلك الجامعة لا رضا بالمنكر ولا إقراراً له بل سعياً لتغييره في أمد قريب إن شاء الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم “فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع” والله الموفق والمستعان.