الأوراق العلمية
فتنة الدعاة
فلا زال أعداء الإسلام يمكرون المكر الكُبَّار للصد عن سبيل الله، وصرف المسلمين عن دينهم، وقد عمدوا في سبيل الوصول إلى هذه الغاية إلى سلوك سبل شتى، لكنهم بعد طول مراس وجدوا أن أنجع السبل وأسهلها العمل على تفريق المسلمين وبث العداوة والبغضاء بينهم، وقد وجدوا أن تجربة الخوارج التاريخية قد أثمرت حيث قتلوا أهل الإسلام وتركوا عبدة الأوثان؛ فعمدوا إلى خيار المسلمين من أمثال علي بن أبي طالب وعبد الله بن خباب ومن كان مثلهم فقتلوهم بدم بارد وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وصدقت فيهم نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال “يخرج قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وقراءتكم مع قراءتهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية”