فضل سورة الحشر والواقعة
السؤال الأول: ما هو فضل قراءة سورة الحشر وهل هنالك أحاديث وردت فيها؟
السؤال الثاني: سمعت بعض الناس يقول من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة ما صحة المقال؟ وجزاكم الله خيرا وتقبل الله منا الصيام والقيام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالحديث المروي في فضل سورة الواقعة رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق والحافظ أبو يعلى وابن السني في عمل اليوم والليلة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه لما مرض مرضه الذي توفي فيه، فعاده عثمان بن عفان فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي. قال ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه. قال: يكون لبناتك من بعدك؟ قال: أتخشى على بناتي الفقر؟ إني أمرت بناتي يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من قرأ سورة الواقعة كل ليلة، لم تصبه فاقة أبدا” وقد أعل الزيلعي هذا الحديث بأربع علل: أولاها: نكارة متنه، وثانيها: اضطراب إسناده، وثالثها: الانقطاع، ورابعها: ضعف رواته. وقد حكم عليه بالضعف جهابذة المحدثين كالإمام أحمد وأبي حاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي؛ فهو حديث ضعيف.
وأما سورة الحشر فقد ورد في فضل الآيات الأخيرة منها ما رواه الترمذي عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في يومه مات شهيداً ومن قرأها حين يمسي فكذلك. قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وأما الأحاديث الأخرى الواردة في فضلها فإنها لا تثبت كحديث ابن عباس الذي رواه الثعالبي أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (من قرأ سورة الحشر لم يبق شي من الجنة والنار والعرش والكرسي والسموات والأرض والهوام والريح والسحاب والطير والدواب والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة إلا صلوا عليه واستغفروا له. فإن مات من يومه أو ليلته مات شهيدا) وكذلك ما أخرجه عن أنس أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (من قرأ آخر سورة الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ – إلى آخرها- فمات من ليلته مات شهيدا). والله تعالى أعلم.