استعمال السواك في المسجد
هل يجوز استعمال السواك داخل المسجد وفي صف الصلاة؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء} أخرجه مالك وأحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة، وذكره البخاري تعليقا. وقد ورد في الأحاديث ما يدل على أن السواك من سنن المرسلين وأنه من خصال الفطرة وأنه مرضاة للرب مطهرة للفم وأن فضل الصلاة التي يستاك لها سبعون ضعفاً، إلى غير ذلك من الفضائل، وهو سنة. قال النووي: بإجماع من يعتد به في الإجماع. مستحب في كل وقت لكن يتأكد استحبابه في خمسة أوقات: عند الوضوء، وعند الصلاة، وعند تغير الفم، وعند قراءة القرآن، وعند الاستيقاظ من النوم. قال ابن دقيق العيد: السر فيه ـ أي في السواك عند الصلاة ـ أنَّا مأمورون في كل حال من أحوال التقرب إلى الله أن نكون في حالة كمال ونظافة؛ إظهارا لشرف العبادة، وقد قيل: إن ذلك الأمر يتعلق بالملك، وهو أن يضع فاه على فم القارئ ويتأذى بالرائحة الكريهة. فسُنَّ السواك لأجل ذلك.أ.هـ
قال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام: هل يسن ذلك للمصلي وإن كان متوضئاً كما يدل له حديث: {عند كل صلاة}؟ قيل: نعم يسن ذلك، وقيل لا يسن إلا عند الوضوء؛ لحديث {مع كل وضوء} وأنه يقيد إطلاق {عند كل صلاة} بأن المراد عند وضوء كل صلاة. ولو قيل: إنه يلاحظ المعنى الذي لأجله شرع السواك، فإن كان قد مضى وقت طويل يتغير فيه الفم بأحد المتغيرات التي ذكرت وهي: أكل ما له رائحة كريهة، وطول السكوت، وكثرة الكلام، وترك الأكل والشرب، شرع وإن لم يتوضأ وإلا فلا لكان وجه.
وعليه: فلا حرج في استعمال السواك داخل المسجد وفي صف الصلاة مع الاحتراز من أن يخرج شيء من الدم من فمه؛ وذلك خروجاً من خلاف العلماء، والله تعالى أعلم.