كيفية العزاء
التعزية بتقاليدها المعروفة بأن تذهب للمأتم وترفع يديك وبصوت مسموع تقول: (الفاتحة) ليقوم من بالصيوان ليرفع معك الفاتحة، ومنهم من يقرأ سورة الفاتحة، ومنهم من يقرأ سورة الإخلاص، ومنهم من يحرك شفتيه فقط، ما حكم هذا؟ وما هي التعزية الشرعية؟ وجزاكم الله خيراً
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإذا كان السؤال متعلقاً بما جرت عليه عادة بعض الناس من قراءة الفاتحة عند تقديم العزاء؛ فنقول هذا ليس من السنة، ولا هو من مقاصد العزاء؛ إذ العزاء مشروع كما يقول علماؤنا من أجل تحقيق عدة فوائد، إحداها: تهوين المصيبة على المعزَّى وتسليته عنها وحضُّه على التزام الصبر واحتسابه الأجر والرضا بالقدر والتسليم لأمر الله تعالى، ثانيها: الدعاء بأن يعوضه الله عن مصابه جزيل الثواب، ثالثها: الدعاء للميت والترحم عليه والاستغفار له، شرح مختصر خليل للخرشي 2/130، وقال النووي رحمه الله: وهي مشتملة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي داخلة أيضاً في قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى وثبت في الصحيح أن رسول الله قال {والله ُفي عون العبد ما كان العبد في عون أخيه} الأذكار/135
فإذا كان رفع اليدين إنما يكون للدعاء للميت فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى، والله أعلم.