وساوس تؤدي إلى الكفر
ما حكم الذي يأتيه الوساوس الشيطانية ويفكر في أمور قد تؤدي به إلى الكفر مثل وجود الله تعالى، مع العلم بأنني مؤمنة بالله ورسوله وأخاف الله كثيراً، تأتيني تلك الوساوس أثناء الصلاة وخارجها، لكنني أستعيذ بالله ويبقى لدي شك: هل سيسامحني الله؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فمن رحمة الله بعباده أنه لا يؤاخذهم بما حدثتهم به أنفسهم، بل يحاسبهم على ما لفظته ألسنتهم أو كسبته أيديهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم {إن الله عفا لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم أو تفعل} ومن هذا القبيل وسوسة الشياطين، وقد شكا الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فروى أبو داود من حديث ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرِّض بالشيء لأن يكون حممة ـ أي فحماً ـ أحب إليه من أن يتكلم به؟ فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان. قال النووي رحمه الله تعالى: معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان؛ فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلاً عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. وقيل: معناه: أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد. فمعنى الحديث: سبب الوسوسة محض الإيمان أ.هـ
والواجب عليك مدافعة هذا الوسواس بالإكثار من ذكر الله عز وجل فإن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا غفل وسوس وإذا ذكر الله خنس، وكذلك الإكثار من قراءة القرآن خاصة سورة البقرة لأن الشيطان ينفر مع قراءتها، والله تعالى أعلم.