القراءة الجماعية لسورة يس
إخواننا هنا في المعتقل درجوا على قراءة سورة يس والإخلاص والمعوذتين بعد صلاة الفجر والعشاء جماعة وبصوت عالي يومياً، وكذلك في البص أثناء تحركنا لجلسات المحاكمة ذهاباً وإياباً، الاثنين الماضي وبعد رجوعنا من الجلسة وبعد أن قرأنا قام نقيب يتبع للشرطة كان ضمن الحراسة بفتوانا ان هذه بدعة وغير صحيحة القراءة الجماعية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فقد ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز قراءة الكل مجتمعين بصوت واحد، وهو القول الثاني عند الأحناف، وممن أطال النفس في تقرير ذلك الإمام أبو زكريا النووي رحمه الله تعالى في كتاب (التبيان) ونصر هذا المذهب أبو العباس بن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى حيث قال: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء، ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها.ا.هــــ
وذهب جماعة من أهل العلم – وهم الحنفية والمالكية – إلى كراهة ذلك لما فيه من ترك الاستماع والإنصات، ولما يلزم منه تخليط بعضهم على بعض؛ حيث عقد ابن الحاج المالكي رحمه الله فصلاً في كتابه (المدخل) لتقرير ذلك والرد على الإمام النووي، ومثله الطرطوشي في (البدع والحوادث) حيث قال: لم يختلف قوله – يعني الإمام مالكا – أنهم إذا قرروا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.ا.هـــــــ وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة والتقدم فيه.ا.هــ
فهي من مسائل الخلاف التي ينبغي أن تتسع لها الصدور ولا ينكر على المخالف، وإذا رأى الإخوة أن ذلك أنشط لهم على القراءة وأعون على الحفظ فلا حرج عليهم في فعله، وهم مأجورون ولهم أسوة حسنة فيمن مضى ذكرهم من أئمة الدين من الشافعية والحنابلة رحم الله الجميع، والله تعالى أعلم.