دور العلماء وفقه المواجهة
إن الله U وتقدست أسماءه، اختص من خلقه من أحب فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب؛ فتفضل عليهم فعلَّمهم الكتاب والحكمة وعلمهم التأويل، وفقههم في الدين، وفضلهم على سائر المؤمنين وذلك في كل زمان وأوان، رفعهم بالعلم وزيَّنهم بالحلم، بهم يعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح، ففضلهم عظيم، وخطرهم كبير، فهم ورثة الأنبياء وخيرة عين الأولياء، {إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر}[1] والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع.
هم أفضل العباد، وأعلى درجة من الزهاد، حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة، {إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء؛ حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا}[2] فبقولهم يعمل الحاكم والمحكوم، وعن رأيهم يصدرون، وما أشكل على قضاة المسلمين من حكم فبقول العلماء يحكمون، وعليه يعولون، فهم سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة، وبهم تحيا قلوب أهل الحق وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر إذا طمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا.
[1] رواه ابن ماجه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه
[2] رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه